ليس غريبا أن
يتبلور مفهوم الديمقراطية عند التيار الديني المتطرف ، والتيار المحافظ المستبد في
صندوق الانتخاب ، ولما لا ونحن الذين عرفنا لهم الديمقراطية بأنها " حكم
الشعب " ، أو " حكم الأغلبية " ، والمعنيان لا يعبران إلا عن وسيلة
الصندوق الانتخابي ما دمنا نتحدث عن حكم الشعب ..
اذهب واسأل
النخبة الليبرالية عن تعريف واضح ووافي للديمقراطية ستجد ـ أيضا ـ أنهم لا يختلفون
كثيرا عن غيرهم ، بل إن الدستور الفرنسي ألبس الديمقراطية بهذا المعنى ، لكن الحق
أقول أن الدستور الفرنسي وضع آليات أخرى للديمقراطية الحقيقية ، وأنا هنا انتقد
الالتباس ـ فقط ـ الخاص بالديمقراطية في الدستور الفرنسي ، فالمادة الاولى من
الدستور الفرنسي تنص على " فرنسا جمهورية غير قابلة للتجزئة ، علمانية ،
ديمقراطية ، واجتماعية ... . والمادة الثانية قدمت هذا الالتباس حين نصت على
" لغة الجمهورية هي الفرنسية ، ... ، مبدؤها هو حكم الشعب بواسطة الشعب ومن
أجل الشعب " .
هذه الاشكالية
دعتني أن أضع بنفسي تعريفا واضحا ووافيا لمفهوم الديمقراطية ، اعلمه للناس ، بعيدا
عن المفهوم اليوناني للكلمة ، وكأن الديمقراطية لم تتبلور منذ أن عمل بها
اليونانيون ، بل وكأن اليونانيون لم يعملوا بديمقراطيتهم باسلوب معيب على أنه حق
السادة دون العبيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق