الاثنين، 29 أبريل 2013

حين يتجملُ الأغبياء يقولون : التاريخُ يُعيدُ نفسَهُ ..

 يقول وودي هولتون في كتاب " الأمريكيون الجوامح وأصل الدستور الأمريكي " ص 208 : إن انتصار الأمريكيين الباهر على الامبراطورية البريطانية غمرهم بالأمل في المستقبل . ولكن هذا التفاؤل ترك مكانه لليأس في منتصف عقد الـ 1780 م . فقد ادعى أصحاب عريضة في دائرة ( برنشفيك ) من فرجينيا عام 1786 م " أن العامل الشريف الذي يمهد الأرض بعرق جبينه يبدو إلى حد الآن الوحيد المعذب من الثورة التي كان ينبغي أن تكون مجيدة ، والتي لم يحصد ثمراتها إلا من لا يستحق ..

وقد بدى عدد متزايد من الأمريكيين يتساءلون : لعلَّ وضعهم تحت حكم البريطانيين كان أفضل .. فبحلول عام 1785 م تساءل جون ريد من ماساتشوستس " ألم يصبح الكثيرون مضطهدين مائة مرة أكثر مما كانوا من قبل البريطانيين سابقا ؟" ، وبعد سنتين لاحظ المحامي داود داجات أن ضرائب الولايات الثقيلة دفعت الكثير من المواطنين للتساؤل : هل هذه هي الحرية ؟ وهل هذا هو الاستقلال ؟ كم كانتا سنتا 1772 م أو 1773 م أفضل ؟

هل وصلتكم الرسالة أيها الثوار ؟ هل تساءلتم لماذا رأى الأمريكيون ثورتهم المجيدة بهذا الشكل المشين ؟

السبت، 27 أبريل 2013

المشروع القومي لتنمية سيناء ..



يهدف المشروع القومي لتنمية سيناء إلى إرساء القاعدة الاقتصادية لسيناء وتدعيم الهيكل الاقتصادي والاجتماعي والعمراني ، بالعمل على رفع كفاءة شبكات البنية الأساسية بالمنطقة ، وتقوية عناصر الربط والاتصال بين سيناء وكل من الدلتا والوادي والعالم الخارجي ، بما يشجع على جذب الاستثمارات ، وتوفير مشروعات زراعية ، وصناعية وتعدينية ، وسياحية توفر فرص عمل جديدة ، وتؤسس مجتمعا عمرانيا جاذبا للسكان .

وقد تم البدء في تنفيذ المشروع منذ عام 1994 م وتستمر خطة التنفيذ حتى عام 2017 م ، وخطط لتكون التكلفة الاستثمارية الاجمالية نحو 75 مليار جنيه ، ويساهم المشروع في جذب نحو 2,9 مليون نسمة للاستقرار في سيناء ليصل مقدار السكان في المنطقة إلى نحو 3,2 مليون نسمة حتى عام 2017 م ..

هذه المشروعات القومية لتنمية سيناء تستهدف إقامة منطقة حرة بالعريش على مساحة 240 فدان ، و إقامة 6 مناطق صناعية لإقامة صناعات خدمات تجارية ، وصناعات تجميعية ميكانيكية والكترونية تتوزع المناطق الصناعية على النحو التالي :

1 ـ منطقة بمدينة القنطرة شرق على مساحة 50 فدان للصناعات الزراعية والغذائية وصناعة الملابس الجاهزة ، ومواد البناء وصناعات تجميعية صغيرة ..

2 ـ منطقة بئر العبد على مساحة 250 فدان للصناعات البحرية وصيد الاسماك وتعبئتها واقامة صناعات زراعية وكيماوية لإنتاج الملح ..

3 ـ منطقة رأس سدر على مساحة 50 فدان لمشروعات الخدمات البترولية وصناعات كيماوية وأسمدة وبعض الصناعات التحويلية ..

4 ـ منطقة شرق البحيرات ( وادي التكنولوجيا ) على مساحة 80 فدان لصناعة مكونات الصناعات الالكترونية ، كذلك الصناعات الميكانيكية ، والمعدنية والبلاستيكية للازة للمنتجات الالكترونية ..

5 ـ منطقة صناعية بسهل الطينة على مساحة 40 فدان لإقامة مجمع صناعات زراعية ..

6 ـ منطقة صناعية بالشيخ زويد على مساحة 80 فدان لإقامة مجمع صناعات زراعية ..

الاثنين، 15 أبريل 2013

حرب السنوات السبع

عقب حرب السنوات السبع  بين بريطانيا العظمى ، وفرنسا ( 1756 ـ 1763 ) أردت بريطانيا أن تستعيض ما فقدته خزانتها جراء هذه الحرب رغم خروجها منها منتصرة ..

لم تجد سوى فرض مزيد من الضرائب على مستعمراتها ـ الولايات الـ 13 الأمريكية ـ في القارة الجديدة ، ففرضت ضرائب على الشاي ، والسكر ، وطوابع الدمغة ، بل فرضت على الولايات أن تستورد بضائعها من بريطانيا ومن خلال السفن البريطانية ، وأن تصدر منتجاتها من خلال السفن البريطانية ، وأن يتم توزيع صادرات المستعمرات من خلال المواني البريطانية ، وألا تنافس الولايات الأمريكية صناعات المملكة البريطانية ، وكان لذلك أثر في ثورة الشعب الأمريكي ضد استبداد حكام بريطانيا العظمى فكانت ( حفلة الشاي ) tea party

الأحد، 7 أبريل 2013

مفهوم الديمقراطية ..



الديمقراطية هي عملية قياس الرفض الشعبي للقرارات السياسية من خلال إتاحة مناخ الحقوق والحريات دون قيود كحرية التعبير عن الرأي وحق الكلام والانتقاد ، وحق الاقتراع السري ... .

وتتجلى هنا رؤية جيمس ماديسون أحد آباء الدستور الأمريكي ومؤسس الحزب الجمهوري الديمقراطي ( الحزب الديمقراطي الحالي ) ورابع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية حين قال أن الدستور لا ينبغي أن يحمي الشعب من الحكومات فحسب ، بل يجب أن يحمي الأقلية من اضطهاد الأغلبية .

وهنا نجد أن مفهوم حكم الأغلبية ـ الذي تعنيه الديمقراطية في أغلب التعريفات ـ مقيد بمصالح الأقلية ، ومن ثم لا يجوز الجور على الأقلية من قبل الأغلبية .

وإني أقصد من تعبيري ( قياس الرفض الشعبي ) هو أن الديمقراطية مقترنة بحالة المعارضة السياسية ، وأنه لا مجال للتأييد الشعبي في الديمقراطية ، لأن القرارات السياسية التي تتخذها الحكومات لا تحتاج لمؤيدين لانها قرارات صادرة من الطرف الأقوى في المعادلة السياسية من المفترض أن يكون لها مؤيدين كثر .

وأن قيمة الديمقراطية في المجتمعات تزداد بانخفاض الأصوات المعارضة أو باستجابة الحكومات لمطالب المعارضة المتزايدة الأعداد .

الخميس، 4 أبريل 2013

أسباب فشل الديمقراطية في مصر ..



ليس غريبا أن يتبلور مفهوم الديمقراطية عند التيار الديني المتطرف ، والتيار المحافظ المستبد في صندوق الانتخاب ، ولما لا ونحن الذين عرفنا لهم الديمقراطية بأنها " حكم الشعب " ، أو " حكم الأغلبية " ، والمعنيان لا يعبران إلا عن وسيلة الصندوق الانتخابي ما دمنا نتحدث عن حكم الشعب ..

اذهب واسأل النخبة الليبرالية عن تعريف واضح ووافي للديمقراطية ستجد ـ أيضا ـ أنهم لا يختلفون كثيرا عن غيرهم ، بل إن الدستور الفرنسي ألبس الديمقراطية بهذا المعنى ، لكن الحق أقول أن الدستور الفرنسي وضع آليات أخرى للديمقراطية الحقيقية ، وأنا هنا انتقد الالتباس ـ فقط ـ الخاص بالديمقراطية في الدستور الفرنسي ، فالمادة الاولى من الدستور الفرنسي تنص على " فرنسا جمهورية غير قابلة للتجزئة ، علمانية ، ديمقراطية ، واجتماعية ... . والمادة الثانية قدمت هذا الالتباس حين نصت على " لغة الجمهورية هي الفرنسية ، ... ، مبدؤها هو حكم الشعب بواسطة الشعب ومن أجل الشعب " .

هذه الاشكالية دعتني أن أضع بنفسي تعريفا واضحا ووافيا لمفهوم الديمقراطية ، اعلمه للناس ، بعيدا عن المفهوم اليوناني للكلمة ، وكأن الديمقراطية لم تتبلور منذ أن عمل بها اليونانيون ، بل وكأن اليونانيون لم يعملوا بديمقراطيتهم باسلوب معيب على أنه حق السادة دون العبيد .