الأحد، 23 مارس 2014

الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيك والجيوستراتيجيك ..


يعد كتاب " الجغرافيا السياسية " لـ راتزل الصادر في 1897 م هو أول مرجع علمي حديث في موضوع هذا الفرع من الدراسات البشرية في الجغرافيا .
تقوم نظرية راتزل في الجغرافيا السياسية على فرضية مفادها أن الدولة كائن مكاني حي يرتبط مصيره بالمجال الأرضي الذي يلتصق به . والدولة من أجل البقاء لابد لها من أن تكافح من أجل توسيع هذا المجال حتى لو أدى ذلك إلى استخدام القوة لأنها إن لم تنمُ ( سكانيا أواقتصاديا ) وتتوسع ( استعماريا أو نفوذا ) ستضعف وتنهار ..

·       الجغرافيا السياسية : هو مدى تأثير الجغرافيا وارتباط المكان بالبناء الإجتماعي والسياسي للدولة ، مثل ارتباط ظهور بترول الخليج في تقدم البلاد ، ولعب دور اقليمي مؤثر ، أو مثل قرار الحكومة الأثيوبية بشأن انشاء سد النهضة على روافد نهر النيل لتوليد الطاقة ، وكذلك اتخاذ الحكومة السويسرية سياسة الحياد لضعف قوتها البشرية والعسكرية بالنسبة لجيرانها ، أو استخدام كراهية المصريين للصهاينة للحد من التدخل الشعبي بين الدولتين وحصر العلاقات بينهما على المستوى الرسمي والدبلوماسي ، وسعى كلا الدولتين للتفوق العلمي على حساب الأخرى ..

·       الجيوبوليتيك :  هو كيفية توظيف المكان والجغرافيا لحفظ المصالح القومية للدولة ، مثل توظيف الجيرة الدولية لعمل تحالفات عسكرية واقتصادية ، أو توظيف الترابط اللغوي أو الديني أو العرقي بين الشعوب لخلق مصالح مشتركة بين الدول ، أو توظيف دولة مصر كدولة مصب للنيل لحماية حقها في رفض اقامة أثيوبيا لسد النهضة ، أو استخدام روسيا الإتحادية لأصولها الروسية البالغة نحو 60 % من عدد سكان شبه جزيرة القرم للتأثير على الاستفتاء على الانضمام لروسيا الاتحادية لخدمة مصالحها القومية ، أو مثل تصدير الغاز المصري لإسرائيل للاحتفاظ بقدر من النفوذ المصري داخل اسرائيل ..

·       الجغرافيا الإستراتيجية : هو تناول مميزات وحيوية المكان في المجال العسكري لحفظ المصالح القومية للدولة . فالحرب حسب التعريف المشهور لـ كلوز ويتز " هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى " ، ففي المجال العسكري يترتب على استخدام الأسلحة النووية ثورة حقيقية لأن آثارها التدميرية بلغت من الضخامة حد يعجز خيال الإنسان عن حصر مضاعفاتها ، ويبدو أن الدول مصممة على عدم استخدام القوة الرهيبة بشكل كثيف على الأقل في الحروب الشاملة ، ومع ذلك تسعى الدول لحيازتها كنوع من التهديد الرادع في الحين الذي تلجأ فيه إلى استخدام الحروب الثانوية لفرض إراتها والتي يطلق عليها الحروب الإقليمية ، أو الحرب المحدودة جغرافياً ، أو بسبب أنواع الأسلحة المستخدمة فيها أو أساليب تصعيدها بدءً من الخطب النارية rhetoric وحتى قنابل النابلم والقنابل العنقودية .
وفي كل الحالات فإن أنواع وأهمية الحروب تتناسب مع أنواع الخصوم والمتنازعين ، مثل حرص روسيا الإتحادية على ضم القرم لحماية مصالحها القومية بسبب الأهمية العسكرية لموقع شبه جزيرة القرم التي تضمن سيطرة روسيا على البحر الأسود مع التلويح باستخدام الجيش الروسي في أوكرانيا باعتبار أوكرانيا الحديقة الخلفية لروسيا الفاصلة بين روسيا الاتحادية وحلف الناتو ، وفي ذات الوقت نفي الولايات المتحدة الأمريكية والغرب إمكانية دخول حرب عسكرية شاملة مع روسيا والإكتفاء بالحصار الإقتصادي لها .

هناك تعليق واحد: